أشرف كمال يكتب : عن الدور القطري بلورة لتوجهات عامة لواشنطن، في شرق أوسط جديد تسيطر عليه تيارات الإسلام السياسي،


خاص الخبر نيوز “alkhabrnews”

في قراءة لفعاليات القمة العربية في الدوحة، يتأكد أن الدور القطري بات له تأثير قوي على توجهات العمل العربي الرسمي، وحتى على تحرك جامعة الدول العربية، على خلاف تلك الآمال والطموحات التي حملها الربيع العربي لسكان المنطقة من تغيير في تعاطي الأنظمة العربية مع هموم ومشاكل المواطن.

واكتشف الجميع أن الربيع العربي خلق مساحات واسعة للتحرك القطري، في إطار محاولات لعب دور قيادي، وملء الفراغ ومزاحمة مصر المنشغلة بمشاكلها، والسعودية التي تراجع دورها، وتركيا التي تنظر الى أوروبا وايران التي تتصاعد خلافاتها مع الغرب.

العلاقة المميزة للقيادات القطرية، مع قيادات تيارات الإسلام السياسي التي تسيطر على دول الربيع العربي، والدعم اللا محدود لمساعدة الأنظمة الإسلامية الوليدة في ليبيا وتونس ومصر وللمعارضة السورية، جعل كلمات أمير قطر ملء السمع والبصيرة.

وقطر التي راحت تغدق أموالها على الحاضرين من الدول، التي تعاني أزمات اقتصادية، وجدت الدعم الكامل لكل مبادراتها في المنطقة، من إنشاء صندوق جديد لدعم القدس بمليار دولار تساهم فيه الدوحة بـ ربع مليار دولار، الى إطلاق مبادرة لدعم الاقتصاد المصري، وإصلاح الجامعة العربية وآليات العمل العربي في ظل المتغيرات الجديدة، ومن قبل تقود مفاوضات بين متمردي إقليم دارفور والحكومة السودانية.

القمة العربي الـ 24 خرجت لتضع قطر في مقدمة العمل العربي، وصاحبة التأثير الأقوى والقرار الفصل في قضايا المنطقة، من خلال تبني دعوات التغيير عبر الآلة الإعلامية والدعم المادي اللا محدود.

وما مبادرة أمير قطر التي فرضت على مصر استقبال مؤتمر قمة عربي مصغر حول القضية الفلسطينية، سوى تأكيد أن الأمير لم يعد يتلمس خطواته، بل أصبح له استراتيجية واضحة تجاه ما يجري في المنطقة من تغيرات.

وقطر التي تثير الجدل في سياستها الخارجية، وتحركها تجاه القضايا الإقليمية التي تشغل المجتمع الدولي، تتمتع بعلاقات طيبة مع طهران، في حين تستضيف قوات عسكرية أمريكية بكامل تسليحها المتطور. كذلك علاقاتها بالتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، وأن الاعتماد على الجماعة في تنفيذ سياساتها يحمل رهانا خطيرا على مستقبل المنطقة واستقرارها.

وبينما تدعو الى تأسيس صندوق دعم مدينة القدس، وتسعى في إعادة إعمار قطاع غزة، فإن علاقاتها مع تل أبيب تبقى السؤال الأكبر في ماهية التحرك القطري إقليميا، خاصة فيما يتعلق بمناطق النزاع مع إسرائيل، من إيران الى سوريا الأمس واليوم، ومصر، مرورا بحزب الله اللبناني والسودان وموريتانيا وليبا وتونس.

وقطر تُدرك جيدا حجم وأهمية مصر، وما يمكن أن تقوم به القاهرة لمساعدتها في المنطقة، وخوفا من انهيار النظام الإخواني، فقد بادرت بتقديم مساعدات اقتصادية وتبنت خلال القمة مبادرة تشجيع الاستثمارات العربية في الاقتصاد المصري الذي بات على حافة الانهيار.

ويظل الدور القطري غير بعيد عن كونه بلورة لتوجهات عامة لواشنطن، في شرق أوسط جديد تسيطر عليه تيارات الإسلام السياسي، التي ترى انها معتدلة، خوفا من صعود تلك التي تجدها متطرفة في مواجهة مصالح الغرب.

فيما تبقى الفوضى والانفلات الأمني والخلافات السياسية والتردي الاقتصادي، عنوانا أبرز للوضع في الدول العربية التي دعمتها قطر، وجلست تؤيد مبادرتها في القمة العربية، في ظل ضعف دول عربية كبرى وتراجع أخرى فاعلة تاريخيا في تحديد مسار واتجاه المنطقة.

Similar Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *