اشرف كمال يكتب عن الاطاحة بالامام الطيب من اجل قانون السندات الإسلامية “الصكوك”


خاص الخبر نيوز “alkhabrnews”

للأزهر مكانة مرموقة في العالم الإسلامي، وهو معروف بوسطية الفكر والاعتدال في النهج الإسلامي، ودائما كانت ـ وما زالت ـ جماعة الإخوان المسلمين تعتبر مؤسسة “الأزهر” الصخرة الصلبة الشامخة أمام سلوك الإخوان والترويج لرؤيتهم للإسلام من خلال خطاب ديني لا يحمل بين ثناياه سوى مفاهيم وتعاليم الرعيل الأول للجماعة والتي أقرت من أجل المشروع الخاص للتنظيم الدولي، لا من أجل صالح المجتمع في إطار من خصوصياته وعاداته وتقاليده.

ورغم أن عددا من قيادات الإخوان تلقوا مبادئ الفقه الإسلامي من مجالس العلم في الأزهر، فإن فكر الجماعة يظل المؤثر الأقوى في عقيدتهم وتوجههم السياسي، وتستخدم منابر الأزهر كإحدى آليات تنفيذ مشروعها الخاص، حتى بات واضحا اليوم تلك المحاولات الهادفة للبحث عن موطئ قدم قوية في هذا الصرح العملاق في تاريخ مصر والعالم الإسلامي.

الوضع الخدمي في المدن الجامعية المصرية ليس جديدا، ومشاكله لا تنتهي وتثار في كل وقت وحين، ومنظومة المدن الجامعية لكل الجامعات المصرية تعاني من الإهمال، وهذا يكشف حجم المبالغة فى الهجوم على الأزهر وشيخه الدكتور أحمد الطيب.

ولكن التركيز على جامعة الأزهر والهجوم على مقر المشيخة ومطالب بين الطلاب وفي مجلس الشورى الذي تسيطر عليه جماعة الإخوان المسلمين، بإقالة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وإعلان القيادي في الجماعة نائب رئيس حزب “الحرية والعدالة” عصام العريان عن تحمل الدكتور أحمد الطيب المسؤولية السياسية عن الحادث، يثير التساؤلات لماذا الأزهر الشريف؟!

الحزب الحاكم التابع لجماعة الإخوان المسلمين متمسك بقانون السندات الإسلامية “الصكوك” لأول مرة في البلاد، والتي يرى فيه طوق نجاة من الأزمة المالية والوضع الاقتصادي المتردي، فيما أقر مجلس الشورى مشروع القانون من دون الموافقة على عرض المشروع على هيئة كبار العلماء بالأزهر طبقا للدستور الجديد.

وكان الأزهر قد أعلن في وقت سابق عن رفضه مسودة قانون الصكوك التي أرسلتها إليه الحكومة معتبرا أنها تتيح تمليك أصول الدولة لحملة الصكوك في حال التعسر وأنها تتيح للأجانب الاكتتاب بلا سقف في الأصول السيادية.

كما أن موقف الأزهر وشيخه الطيب تجاه ممارسات إيران معروف، وطالبا طهران بالكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وأن تنظر إلي ما يحدث في العالم العربي من مشكلات على أنه شأن داخلي بحيث تتكفل به شعوب هذه المنطقة وأصحاب الشأن فيها وذلك درءا للفتنة وحقنا للدماء وحفظا للجوار وحقوقه.

في وقت يواصل الرئيس المنتمي الى جماعة الإخوان المسلمين توثيق العلاقات مع طهران، وتمسكه باستعادة العلاقات مقابل مساعدات اقتصادية ومشاريع تجارية لعلها تنقذ المتبقي من الاقتصاد الذي بات يقف على حافة الانهيار.

كما أن صمود الأزهر بوسطيته الإسلامية المعروفة أمام تيارات التشدد التي تبحث عن نصر سياسي في مصر ما بعد 25 يناير، يثير مزيدا من الغضب ضده، خاصة لما كان له من دور في محاولات جمع الفرقاء السياسيين، من خلال وثيقة الأزهر التى أجمعت عليها القوى السياسية.

الرئيس محمد مرسي قام بزيارة الطلاب المصابين في أحد المستشفيات، بينما لم يقم بزيارة المصابين في حوادث أخرى في البلاد تتحمل الحكومة المصرية المسؤولية الكاملة عنها.

والحديث عن تحمل شيخ الأزهر المسؤولية السياسية عن حادث تسمم عدد من طلاب المدينة الجامعية، يقابله الحديث عن المسؤولية السياسية للرئيس المصري محمد مرسي عما يتعرض له المواطن المصري من مآس وأحداث منذ توليه مهام منصبه في 1 يوليو 2012، فلماذا تُقبل هنا وتُرفض هناك؟.

ومنذ صعود تيار الإسلام السياسي في مصر والأزهر وشيخه يتعرضان لهجوم غير مبرر من جانب هذه التيارات نتيجة التباين في الفهم الوسطى للإسلام والذى ينشره الأزهر حول العالم، وفهم تلك التيارات التي تسعى فيما بينها للسيطرة على مسار هذا الصرح العريق دينيا وعلميا.

Similar Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *